في سعيها لجعلنا دائما في حالة من التعلم المستمر … تمضي الحياة بأيامها ليسطر كل منا فيها .. أيامه و تجاربه الخاصة ..
في كل يوم .. مواقف، أحداث و حكايات نمر بها .. تدهشنا .. تصدمنا .. تغضبنا .. تفرحنا .. تجعلنا ندرك سبب وجودنا أو نشعر بعدم أهميتنا .. نعلو .. نهبط .. نلتقي و نفترق .. نحلم .. نعمل .. ننجز أو نعود خطوات للوراء …
مواقف، احداث و حكايات نمر بها .. نتعلم منها .. و نكبر …
وهذا معنى أن نكبر
تعلمت أن الحياة هي ما نمضيه من وقت و ما نتعرض له من مشاعر و انفعالات .. بين لقاء و فراق
اللقاء هو بداية الحياة و الفراق هو نهايتها … إذن فنحن نعيش خلال حياتنا أكثرَ من حياة ..
من قال أن الموت هو خروج الروح من الجسد و صعودها إلى حيث لا ندرك … فقط !!
أليس فقدان الحلم .. موت ..
و فقدان الحب .. موت …
و فقدان الأمل .. موت …
الفرق هو أن الروح هي مزيج من كل ذلك و إذا خرجت خرج معها كل شيء .. إلى الأبد
و أنا أرى أن هذه الميتات الصغريات التي نتعرض لها بين فترة و أخرى أصعب من خروج الروح .. لأننا نتمنى حينها لو بإمكان روحنا أن تخرج الآن … نتمنى لو بإمكاننا الاستسلام .. أما حين نجد روحنا ما زالت تنتشر داخل جسدنا فإننا ندرك أننا ما نزال على قيد الحياة و أننا يجب أن نكون على قيد الأمل و الحب و الحلم … أيضا
و هنا تكمن الصعوبة .. و يكمن التحدي
…
تعلمت أن اللقاء مصادفة و أن الفراق سنّة …
إذن علينا أن نستعد للفراق دائما .. من اللحظة الأولى ..
لا شيء يدعى “إلى الأبد” مع أي كان .. إلا إذا كان الأبد .. يحين … و لعدة مرات خلال حياتنا .. أو خلال حيواتنا*
لكن فراق من سبب لنا الأذى أسهل من فراق من لا زلنا معه على وفاء …
الأول حتى لو أحببناه لسنين في البداية ستصيبنا صدمة من تصرفاته التي رد بها على حبنا و في النهاية لن نتذكر إلا أنه ضيع كل هذا الحب بالخيانة أو الاستغلال أو الكذب .. أو كلها مجتمعة .. و الثاني لو أحببناه لأيام لن نتذكر منه الا الخير … و سنتمنى دائما لو بإمكانه أن يعود …
تعلمت أيضا أن الجزاء في الدنيا .. ليس من جنس العمل … على الإطلاق ..
عندما تعلمت هذا الجزء من الحياة قبل أشهر كتبت:
“
في المدرسة … كنت ما أدرس ما أنجح،
أدرس أنجح،
أدرس كتير أجيب أعلى علامة …
و فكرت انها الحياة عبارة عن: ادرس تنجح …
في الجامعة … كنت ما أدرس ما أنجح،
أدرس أنجح،
أدرس كتير أجيب أعلى علامة…
بس آخر الفصل ألاقي ناس ما درسوا نجحوا.. !!!
و يومها اكتشتفت الظلم … صح انه: ادرس تنجح … بس في ناس ما درست و نجحت .. ظلم .. ظلم
في الشغل … ما عندي خيار ما أشتغل …
بشتغل بحس انه شغلي و تعبي سراب .. أو غير مرئي …
بنتحر بالشغل … بروّح عالبيت شاكة اني كنت مدوامة … من كتر ما بحسسوني اني ما بعمل شي !!!!
طيب ايام الجامعة اكتشفت الظلم … و أطلقت عليه اسم ظلم
هاد … شو بدي أطلق عليه ؟؟؟؟؟؟
“
حتى الآن أنا لا أعلم … و لكنني أتعلم …
تعلمت أن من المحتمل أن لا نجزى على خير فعلناه … و من المحتمل أن نعاقب دون أن نذنب .. و من المحتمل أن نلام على ذنوب الآخرين !!!
و لكنني وجدت أيضا أن التسامح هو الشعور الذي يبقينا بشرا … بعد كل هذا
و هو أكثر ما يجعل نفوسنا تسكن و ترتاح و تغدو أصفى و أنقى … بعد كل محاولات الألم و الظلم و القهر لتشويهها …
أتمنى للجميع عاما منقضيا بالتسامح … و عاما قادما بكل الخير